Admin Admin
عدد المساهمات : 482 نقاط : 5755 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/02/2013 العمر : 36
| موضوع: كيف تربي..تعلم..تنشيء. الثلاثاء 18 فبراير 2014, 6:25 pm | |
|
قال تعالى: ( ياأيها الذين أمنوا لم تقولون مالاتفعلون , كبرَ مقتاً عندَ اللهِ أن تقولوا مالا تفعلون )
ونسمع من يقول : (إن عملك هو الذي يتحدث عنك , وإن كلامك ينبئنا عن صدقك أو كذبك)
ويكفي أن ندرك أن التربية السليمة للأبناء تكفل الخلود للآباء.. بينما الأب الغافل عن مفهوم التربية الصحيحة يموت حين يموت..
ما كانت معاناة المجتمعات الإسلامية والعربية على وجه الخصوص بالعصر الحالي في هذا الجانب إلا بسبب منفرد .. إهمال تربية النشء الذي أنتج أجيالا مشوهه غير خاضعة للتربية السليمة فكان من الطبيعي أن تزداد هوة الأزمة بتحول تلك الأجيال إلى آباء فاقدي معايير التربية السليمة فكان أن ازداد الانهيار في الأجيال التالية وإلى ما لا نهاية..
كما أن التربية لا تكون مهمة الآباء فقط بل يشارك الأب في تلك المهمة الاساتذة في دور التربية والعلم والمجتمع في مرحلة ما من عمر الناشئ وهى المهمة التي انتهت من أرض الواقع لأن المفاهيم الخاطئة أصابت الاساتذة كما أصابت الآباء.
وهذا أيضا هو السبب الرئيسي الواقف خلف تفسير ظاهرة بيع مكتبات العباقرة من المفكرين والعلماء بمجرد وفاتهم.. والبائع هنا هم الأبناء لأنهم لم يتشربوا ما ورثوه أو يدركوا أهميته لانشغال آبائهم عن تعميق هذا بنفوسهم..
والسؤال : كيف نغفل دور المدرسة والاستاذ بها ونحاول تجنيب أبنائنا الاستفادة التربوية من اساتذتهم وهم نموذج للقدوة لهؤلاء الأبناء سواء شئنا أو أبينا ؟ كيف سيغرس في الابن ولد كان أو بنت مبدأ احترام القدوة والسعي إلى التعرف على القدوات المحتذاه في المجتمع وأنا أغذي فيه ليل نهار عدم الأخذ عنهم إلا العلوم فقط والحذر من كل مايأتون به خوفاً من انتقال عدوى الخلق السيئ والسلوك الشائن منهم إليه حتى لتصبح تلك الحالة فوبيا مرضية يهدر معها الابن مايمكن أن يتربى عليه من أي قدوة صالحة في المجتمع أثناء عدم تمييزه في البداية بين الغث والثمين ؟ فمفهوم القدوة هام جداً بغض النظر عن تبعاته السلبية مما يمكن أن يكتسبه الابن من سلوكيات خاطئة من استاذه وقدواته الأخرى والتي يمكن معالجة آثارها في وقت لاحق عندما يميز الابن في مرحلة متقدمة من تربيته بين الغث والثمين ولكن في الصغر القدوة هامة جداً للطفل ولو كتطبيق لمفهومها فقط لأن زعزعة ذلك المفهوم في وعي الطفل سوف يأتي بنتائج كارثية في المستقبل باستهتاره بكل الثوابت ومعارضته ـ لأجل المعارضة ليس إلا ـ لكل القيادات في حياته لأن في وعيه منذ الطفولة أن كل القدوات فاسدة فيصبح إنسان ليس له مرجعيات يعود إليها وليس له كبير غير أبيه يستهتر بالعلماء والحكماء والصالحين والدعاة والمصلحين وكل الخيرين بالمجتمع والذين لن يُعدمهم أبداً أرجو مراجعة مفهوم تجاهل المجتمع في وعي الابن لأنني أرى أن له خطورة على الأولاد والبنات في مستقبلهم كما أوضحت. ناهيك عن أن لو كان الأب نفسه قدوة غير صالحة لأبنائه ويأتي بسلوكيات شائنة وهذا وارد فلو كان هو المصدر الوحيد لتربية أبنائه لأتى ذلك عليهم وعلى المجتمع بنتائج كارثية بفساد جيل كامل على يد أبائهم الغير صالحين لأننا قررنا أنه لايصلح لتربية الأبناء الآن إلا الوالدين فقط ناهيك عن تضارب أساليب التربية بين الأب والأم في أحيان كثيرة واختلاف مشاربهما التربوية نتيجة لتربيتهما فالتربية في أي زمان ومكان عملية اجتماعية يجب أن يشارك فيها كل مؤسسات المجتمع التربوية بالرغم من فسادها لأن التكامل والتنوع كفيل بالإصلاح والحصول على نواتج مرضية في النهاية دون إصابة الابن بالفوبيا من المربين والانفصام في التربية وهو مفهوم خطير أن أضع في وعيي كابن أن أستفيد من علم ذلك الاستاذ ولاأستفيد من خلقه , كيف يتأتى ذلك ؟ إنها عملية انتقاء في منتهى الخطورة تدفعنا دفعاً نحو النفاق , فالإنسان السوي يقبل ممن أمامه بكليته أو يرفض بكليته والسواء النفسي هام جداً لنجاح الفرد في التكيف الإيجابي مع مجتمعه كما أسلفنا سابقاً منقووووول
| |
|